المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٩٣
(حدثنا) أبو كريب محمد بن العلاء، قال: نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه، وقالوا:
جزاك الله خيرا، فقال: راغب وراهب، فقالوا: استخلف؟ فقال: أتحمل أمركم حيا و ميتا لوددت أن حظي منها الكفاف لا علي ولا لي، فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني أبا بكر، وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله: فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف.
أخرجه مسلم في (2 / 120) باب الاستخلاف وتركه من كتاب الإمارة.

* وفي هذا الباب عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أحدا، رواه أحمد في " المسند " والحاكم في " المستدرك " (3 / 78) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال العلامة النواوي وفي هذا الحديث دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينص على خليفة وهو إجماع أهل السنة، وقال أيضا: وفيه دليل لأهل السنة أن خلافة أبي بكر ليست نص من النبي صلى الله عليه وسلم على خلافته صريحا بل أجمعت الصحابة على عقد الخلافة له وخالف في ذلك بكر بن أخت عبد الواحد فزعم أنه نص على أبي بكر وهذا دعوى باطل وجسارة والافتراء (صحيح مسلم بشرح النواوي (2 / 120: 273) (أقول) ويؤيده ما جاء في حديث ابن مسعود أنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن قلت: يا رسول الله: ألا تستخلف، قال:
من؟ قلت: أبو بكر: فاعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه، فقلت: يا رسول الله ألا تستخلف؟ قال: من؟ قلت عمر بن الخطاب فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه، فقلت: يا رسول الله ألا تستخلف، قال: من؟ قلت: علي بن أبي طالب، قال: ذاك والذي لا إله غيره لو بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة أجمعين " رواه عبد الرزاق في " المصنف " (11 / 318) والطبراني في " الكبير " (10 / 82) عنه وابن كثير في " تاريخه " (7 /) وأيضا في " تفسيره " (4 / 166)، والهيثمي في " مجمع الزوائد " (5 / 185) و (8 / 315) وقد روى الحاكم في " المستدرك " (2 / 303) بمعناه عن عمر بن الخطاب أنه قال: لأن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث أحب إلي من حمر النعم، من الخليفة بعده؟ وعن قوم قالوا:
نقر بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك أيحل قتالهم وعن الكلالة؟ هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وفي رواية قال رجل لأبي بكر: يا خليفة الله قال: لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله أنا راض بذلك. أخرجه ابن شيبة (14 / 568 برقم 18894)
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»