المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٦٢
(حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون، عن أمه، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تقتل عمارا الفئة الباغية " أخرجه مسلم في باب قوله لعمار " تقتلك الفئة الباغية " من كتاب الفتن (2 / 396)

* وفي رواية أبي وائل، قال عمرو بن العاص لمعاوية: أرسل إلى علي بمصحف فادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال: بيننا وبينكم كتاب الله، فقال علي: نعم: أنا أولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله، فلما رفعت المصاحف قال أهل العراق نجيب إلى كتاب الله وننيب إليه، قال علي عليه السلام: عباد الله امضوا إلى حقكم وصدقكم وقتال عدوكم، فإن معاوية وعمر بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح والضحاك بن قيس ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، أنا أعرف بهم منكم صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال وشر رجال ويحكم والله إنهم ما رفعوها إنهم يقرأونها ولا يعلمون بما فيها وما رفعوها إلا خديعة ودهاء ومكيدة، فقالوا له: ما يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله، فقال لهم: إني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم الكتاب فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم به وتركوا عهده ونبذوا كتابه رواه ابن كثير في " تاريخه " (٧ / ٢٨٤) وابن جرير في " تاريخه " (/) وقال الحافظ ابن كثير: وبان وظهر بذلك سر ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه تقتله الفئة الباغية وبان بذلك أن عليا محق وأن معاوية باغ وفي رواية عبد الله بن سلمة عند أحمد وعنه ابن كثير في " تاريخه " (٧ / ٢٧٨) يقول: رأيت عمارا يوم صفين شيخا كبيرا آدم طوالا أخذ الحربة بيده ويده ترعد (أي ترجف) فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق وأنهم على الضلالة وفي رواية يعقوب بن راقط قال: اختصم رجلان في سلب عمار وفي قتله فأتيا عبد الله بن عمرو بن العاص ليتحاكما إليه، فقال لهما، ويحكما أخرجا عني، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ولعبت قريش بعمار: ما لهم ولعمار؟ عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قاتله وسالبه في النار، قال: فبلغني أن معاوية قال: إنما قتله من أخرجه يخدع بذلك أهل الشام.
وفي رواية أم سلمة " وقاتله في النار " وفي رواية ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: " إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق " وفي رواية سالم بن أبي الجعد قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: إن الله قد أمننا أن يظلمنا ولم يؤمنا أن يفتننا، أرأيت إذا نزلت فتنة كيف أصنع؟ قال: عليك بكتاب الله، قلت: أرأيت إن جاء قوم كلهم يدعون إلى كتاب الله؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق ".
وفي رواية مالك بن حبونة سمعت أم سلمة تقول: علي على الحق، فمن اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل موته " رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (٢٣ / ٣٩٥) وقال بدر الدين العيني: إن الجمهور قد صرحوا بأن عليا وأشياعه كانوا مصيبين إذ كان علي كرم الله وجه أحق الناس بالخلافة وأفضل من على وجه الدنيا حينئذ عمد القاري (/) كتاب الفتن.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»