المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٣٣
(حدثنا) قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا عليه السلام، قال: فأبى سهل، فقال: أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا التراب فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها.
(متفق عليه) أخرجه مسلم في باب فضل علي بن أبي طالب من كتاب الفضائل (2 / 280)

* وقال ابن حجر، ثم كان من أمر علي كرم الله وجه، ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه قم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة ووافقهم الخوارج على بغضه، وهم من بني أمية وأتباعهم.
(قوله: رجل من آل مروان): وعند البخاري أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر. وقال ابن حجر في شرحه، أعني أمير المدينة وفلان المذكور لم أقف على اسمه صريحا وفي رواية عند الطبراني من وجه آخر عن عبد العزيز بن أبي حازم يدعوك لتسب عليا وفي رواية سعد عند أبي يعلى من وجه آخر لا بأس به قال: لو وضع المنشار على مرفقي على أن أسب عليا، ما سببته أبدا، قاله في " فتح الباري " (٧ / ٧٢) " المسند " لأبي يعلى (١ / ٣٦٣) وقال الهيثمي إسناده حسن وفي رواية أبي عبد الله الجدلي يقول: حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة، وإذا الناس عنق واحد، فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول: يا شيب بن ربعي، فأجابها رجل جلف جاف لبيك يا أماه قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناديكم قال: وأنى ذلك؟ قالت: فعلي بن أبي طالب قال: إنا لنقول أشياء ونريد عرض الدنيا قالت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى " رواه الحاكم (٣ / ١٢١) وصححه الذهبي وأحمد (٦ / ٣٢٣) والطبراني في " الصغير " (٢ / ٢١) وأبو يعلى الموصلي (٦ / ١٧٤) وفي رواية سعد بن أبي وقاص ما رواه ابن كثير في " البداية والنهاية " (7 / 353) وقال أبو زرعة الدمشقي، ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه قال لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره، ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه، فقال: أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه؟ والله لأن يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له حين غزا تبوكا " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " لأحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له يوم خيبر " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار " أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ولأن أكون صهره على ابنته ولي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك دارا بعد هذا اليوم، ثم نفض ردائه ثم خرج:
هذا حديث حسن لعنفة ابن إسحاق، هو محمد بن إسحاق بن لار إمام المغازي ثقة حجة ومن تكلم فيه فلم يصنع شيئا وله شاهد عند ابن ماجة وفي رواية أبي يحيى قال: كنت بين الحسن والحسين عليهما السلام ومروان يتشاتمان فجعل الحسن يكف الحسين فقال مروان: أهل بيت ملعونون فغضب الحسن فقال: أقلت: أهل بيت ملعونون: فوالله لقد لعنك الله على لسان نبيه صلى الله عليه وأنت في صلب أبيك فسكت مروان رواه أبو يعلى (56 / 172: 240) والهيثمي (5 / 240)
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»