المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٣١
(حدثني) زهير بن حرب، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئ قال: سألت عائشة عن المسح على الخفين؟ فقالت: إيت عليا فإنه أعلم بذلك مني فأتيت عليا فذكرت عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله (تفرد به مسلم وأخرجه في (1 / 135) في باب التوقيت في المسح كتاب الطهارة)
* والحديث فقد أخرجه ابن ماجة (١ / ١٨٣) في باب ما جاء في التوقيت. فكان أمير المؤمنين أعلم الصحابة بمواقع التنزيل ومعرفة التأويل وقد ورد في هذا الباب كثير من الآثار التي تشهد بأنه كان صدر المفسرين والمؤيد فيهم، وقال ابن كثير في " تفسيره " (٤ / ٣٢١) وقد ثبت من غير وجه عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه صعد منبر الكوفة فقال لا تسألوني عن آية في كتاب الله ولا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنبأتكم بذلك.
وفي رواية ابن عباس قال: ولقد أعطى علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر، الإستيعاب (٣ / ٤٠) وفي رواية عائشة أنها قالت: أما إن عليا لأعلم الناس بالسنة رواه ابن عبد البر في " الإستيعاب " (٣ / ٤٠) وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: لما جاء خبر قتلعلي عليه السلام إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك أنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم؟ وفي رواية أنها قالت له:
بالأمس تقاتلنه واليوم تبكينه؟ رواه ابن كثير في " تاريخه " (٨ / ١٣٣) وفي رواية قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سئل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم فقال:
يا معاوية: جوابك فيها أحب إلي من جواب علي فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغره العلم غرا ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " رواه أحمد في " فضائل الصحابة " (2 / 675) وفي رواية ابن عمر عند الطبراني فيما رواه عن مجاهد قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين عليهما السلام فسألهما فقالا: إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لحاجة مجحفة أو لحمالة مثقلة، أو دين فادح فأعطياه، ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله فقال له الرجل أتيت ابني عمك فسألاني وأنت لم تسألني؟ فقال ابن عمر: ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان يغران العلم غرا. " المعجم الصغير " (1 / 185) وفي رواية أنس بن مالك قال: قيل يا رسول الله عمن نكتب العلم؟ قال: " عن علي وسلمان " رواه الخطيب (4 / 158) وفي رواية سعيد بن المسيب كان عمر يتعوذ من كل معضلة ليس لها أبو الحسن، وقال سعيد بن جبير كان ابن عباس يقول: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل، رواهما ابن حجر في " الإصابة " (2 / 502) وكان عمر وقد أشكل عليه شئ وقال: أههنا علي رواه محب الطبري في " الرياض النضرة " (2 / 206)