المؤتمرات الثلاثة - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٣٨
طغيان الموبقات في بغداد إلى حد أن أهالي لندن وباريس وأمريكا يتعجبون من ذلك، ولكنهم طبعا يفرحون، حقا إن بغداد قد حقت عليها كلمة العذاب.
وكأنها تمثل آية من الكتاب المجيد حيث يقول: * (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) *.
ولعل هذا الطغيان إنذار وإرهاص لما بعده.
كما كتب حول إصابة البلاء للفقراء وإن الأغنياء والأمراء وأرباب الدولة والثراء متنعمون في قصورهم، فاستشهد بالآية الكريمة حول ذلك: * (ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) *.
وكتب أيضا حول الحياة الدنيا واستشهد بالآية المباركة: * (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور) *، ثم ما يدرينا ماذا يخلف هذا الماء من البلاء وما يتبقى منه في المستنقعات التي يحدث منها أنواع الأمراض (لا سمح الله) فتكون نكبة هؤلاء الأغنياء المتنعمين أشد من نكبات أولئك الفقراء المساكين.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»