المؤتمرات الثلاثة - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٣٧
ما فقلت له: أنتم تريدون حكومة من الملائكة، ومن المعصومين، وهذا لا يكون، والحاكم بشر يصيب مرة ويخطئ أخرى، ويجور طورا ويعدل أطوارا.
وعندكم في صحيح البخاري عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما مضمونه: إذا تولى عليكم عبد حبشي أجدع فأطيعوه.
فقال: لا يا سيدي لا نريد من الحاكمين أن يكونوا ملائكة معصومين، ولا من العلماء المتقين، نريد أن يكون الحاكم كرجل عادي وكواحد من ذوي الحرف والمهن، نريده كالبقال والحمال والكاسب، نريده أن لا يكون (حرامي) ولصا وسارقا ومختلسا، نريده أن لا يقول فيكذب، وأن لا يعد فيخلف، ولا يتولى فيظلم، ولا يؤتمن فيخون، نريده أن لا يتكبر ويطغى ويتجبر، ونريده أن لا يشمخ بأنفه على أفراد الأمة التي يعيش من مالها ويتنعم على هضابها.
نعم، نحن نرضى ونطيع لعبد حبشي أجدع إذا كان عفيفا نظيفا، شفيقا على من يتولى عليهم، لا يستفزه الطمع، ويبيع أمته وبلاده بيع السلع.
هكذا قال لي الرجل والله شهيد على ما قال وأقول، أعقبه بحديث آخر حول الصدق والأمانة وحول
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»