وظائف فروضك... هذا مقام من استحيا لنفسه منك (1).
فهو عليه السلام يستبعد الشفعاء بينه وبين بارئه الذي إليه مآبه، وينحي كل وسيلة، رغم إمكان الاستشفاع والتوسل، كما هو واضح في قوله: ولست أتوسل إليك بفضل نافلة مع كثير ما أغفلت من وظائف فروضك فهو لفرط استحيائه من خالقه يستحي أن يقدم طاعاته وسيلة بين يدي دعائه خشية أن يكون قد فرط في أداء شيء من وظائف الفروض.
إنه يجعل الله تعالى هو شفيعه وهو وسيلته إلى القرب منه ونيل رضاه.
- ومن دعائه عليه السلام: وأشبه الأشياء بمشيتك، وأولى الأمور بك في عظمتك، رحمة من استرحمك، وغوث من استغاث بك (2).
- وله عليه السلام أيضا: ويا غوث كل مخذول فريد، ويا عضد كل محتاج طريد (3).
- وقوله عليه السلام أيضا: وبك استغاثتي إن كرثت (4).
- وقوله عليه السلام: وأستجير بك اليوم من سخطك، فصل على محمد وآله وأجرني (5).
- وقوله الذي يحقق هذه المعاني كلها: فناديتك يا إلهي مستغيثا بك، واثقا بسرعة إجابتك، عالما أنه لا يضطهد من آوى إلى ظل كنفك، ولا يفزع من لجأ إلى معقل انتصارك (6).