الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٧٤
وهذا يدل على أن لقاء الصادق عليه السلام كان له بمجرده هذا الأثر في العلم، فكيف بالحضور عليه؟ وإلى أين يبلغ مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام نفسه في العلم؟؟
الخاتمة: نتيجة البحث:
فهذا حديث الثقلين المتفق على صحته بين المسلمين، والدال بصراحة على حجية الكتاب والأئمة من العترة، بالقطع واليقين.
وها هي نصوص العترة في دعم حجية السنة باعتبارها الدين، الواجب التزامه واتباعه على المؤمنين بالله ورسوله الأمين.
وهاهي اعترافات أعلام الأمة من الصحابة والتابعين وفقهاء الأمة بأعلمية أئمة أهل البيت عليهم السلام وأفقهيتهم في علوم الدين.
وهاهم الأئمة الأطهار عليهم السلام يعلنون عن مرجعيتهم للإسلام وجامعيتهم للكتاب والسنة، بأضبط شكل، وأتقنه بالحفظ والتدوين، والنقل الأمين.
وهاهي السنة المروية عن أهل البيت عليهم السلام تزهو وتزهر في تراث الإمامية الحديثي، بطرق مؤدية إلى القطع ومعتمدة على أسس من العلم واليقين، لا الآحاد الموجبة للظن والتخمين.
وهاهي النصوص الشيعية المأثورة، محفوفة بالشواهد والمتابعات، وبالقرائن والمؤيدات، قد تداولها رجال ثقات أمناء تقاة، لا يخافون في الله لومة لائم، قد تحملوا من أجله، وفي سبيل تحمله وحفظه وأدائه، كل المصاعب، حتى تم عندنا، والحمد لله رب العالمين.
فما عذر المسلم، الواعي، الفطن، في الإعراض عن ذلك الكنز الثمين؟!
والانخراط وراء الظنون والاحتمالات، التي لا تعدو أن تكون آراء وخيالات، تلفق باسم القواعد والأصول، وتعرض باسم الشريعة والدين؟! مما لم ينزل الله بها من
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 » »»