أما هذه الامة الإسلامية التي هي آخر الأمم فشهيدها الأول وبالإجماع - بعد الله تعالى - هو رسول الله (ص) ولكن هل هناك شهود عليها غير الرسول الأعظم؟ نعم، الشهود عليها بعد الرسول إنما هم أهل بيته أئمة الهدى من بعده، يشهد كل إمام منهم على أهل زمانه.
الأمة الوسط الشهيدة على الناس إنما هم الأئمة من آل محمد (ص) وهذا أيضا أشار إليه القرآن وذكره في عديد من آياته، ومنها قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ([البقرة / 144].
لنقف قليلا أو كثيرا عند هذه الآية الكريمة من سورة البقرة ونتدبر في المراد من الأمة الوسط التي جعلها الله شهيدة على الناس.
نعم هذه الآية - حسب نصها - تقول: إن الأمة الوسط هي الشهيدة على الناس، ولكن من المراد من الأمة الوسط هل هي الأمة الإسلامية بكاملها تشهد على الناس ويشهد بعضها على بعض؟ كما يصرح به إخواننا أهل السنة في تفاسيرهم، وبعض أخبارهم؟
كالسيوطي في تفسيره (الدر المنثور) (1).
والفخر الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب) (2).