وابن كثير الدمشقي في تفسيره (القرآن العظيم) (1)، وغيرهم.
نعم الفخر الرازي استثنى من مجموع الأمة ثلاث فرق حيث قال: دلت الآية على أن من ظهر كفره وفسقه نحو المشبه، والخوارج، والروافض فإنه لا يعتد به في الإجماع، لأن الله إنما جعل الشهداء من وصفهم بالعدالة والخيرية... الخ (2).
ليست الأمة كلها شهداء ونحن نرى أن تفسير الأمة الوسط بالأمة الإسلامية كلها، وحتى لو استثني منها - برغم الفخر الرازي - المشبهة والخوارج والروافض، نراه تفسيرا يخالف العقل والوجدان، والذوق، والمنطق السليم، والتحليل العلمي، كما يخالف النصوص القرآنية، من جهات عديدة.
منها إن الشاهد يجب أن يكون عالما بما يشهد به، إذ معنى " شهد فلان عند الحاكم، أو عند القاضي " أي بين له ما شهده وحضره، أو بين له ما علمه علم اليقين، أما إذا كان الشاهد غير عالم بما يشهد به، أو غير مشاهد لما يشهد به فلا يعتبر شاهدا، ولا تقبل منه الشهادة أصلا، وإذا كان كذلك فمن أين للأمة وأفرادها العلم بما يشهدون به على