الحافظ للدين القائم به، وكل ما كان من الوظائف الدينية فليس أمره لغير الله، لأن الدين لله فهو الذي يختار له حافظا وراعيا له قائما به.
ثم إذا كانت عناية الله في العالم الإنساني واللطف بهم ان يهيئ لهم كل ما يحتاجون إليه فيسخر لهم - بلطفه بهم - كل ما في السماوات وما في الأرض، ويرسل السماء عليهم مدرارا بالمطر لحاجتهم لذلك، قال تعالى: (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ([الجاثية / 14].
وان لا يترك جوارح الإنسان بلا مدبر يدبرها وهو القلب، فكيف يتخلف لطفه بهم فيترك العالم خال من رئيس يدبرهم ويرشدهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية، وكيف يكل ذلك إليهم مع ان العقل السليم يوجب أن يكون الإمام مكتنفا بشرائط بعضها بل المهم منها من النفسيات الباطنة الخفية كالعصمة، والقداسة الروحية، والعلم الذي لا يضل معه في شيء من الأحكام، إلى كثير من الشرائط التي تقوم بها نفس الإمام، وهذه شرائط لا يعلمها إلا الله العالم بالضمائر المطلع على ما في السرائر: (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون (لأن الأمة المنكفي علمها عن الغيوب لا يمكنها تشخيص من تحلى بتلك الشروط، والغالب على خيرتها الخطأ.
قصة السبعين رجلا الذين اختارهم موسى (ع) ولك أكبر عبرة على ذلك ما قصه الله في القرآن من قصة السبعين رجلا الذين اختارهم موسى بن عمران إلى ميقات ربه، وقد ذكرها الله تعالى في آيات من القرآن منها قوله تعالى في سورة الأعراف: (واختار