قال الله لهم: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ([الأحزاب / 34].
وأما الحقد فكيف لا يحقد من غصب حقه ويراه بيد غيره؟
فقال عمر: أما أنت يا بن عباس فقد بلغني عنك كلام أكره أن أخبرك به فتزول منزلتك عندي، قال: يا أمير المؤمنين إخبرني به، فإن يك باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه، وإن يك حقا فإن منزلتي عندك لا تزول به، قال: بلغني إنك تقول: اخذ هذا الأمر " أمر الخلافة " حسدا وظلما، قال: أما قولك يا أمير المؤمنين " حسدا " فقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنة، فنحن بنو آدم المحسودون، وأما قولك " ظلما " فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو؟.... الخ. أخيرا قال عمر لجلسائه:
وآها - أي عجبا - لابن عباس ما رايته لاحى أحدا قط إلا خصمه (1).
وشاهدنا من هذه المحاورة استشهاد ابن عباس بالآية الكريمة لما قال له عمر: " ولكن اختارت فريش لا نفسها " قال: قال الله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (فلو كانت هذه الآية تخص النبوة فقط