به " (1)، راجع إذا شئت كتاب (الوصية) للعلامة المحقق علي بن الحسين المعروف بالمسعودي صاحب كتاب " مروج الذهب ".
فكيف إذن تخلفت هذه العادة الجارية بين رسل الله وأنبيائه بالنسبة إلى نبينا فقط هذا مع ان الله تعالى يقول في محكم كتابه المجيد مخاطبا له: (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين ([الأحقاف / 10].
لا يسافر نبينا (ص) ولا يبعث سرية حتى يعين له خليفة واجمع المؤرخون وعلماء المسلمين أيضا بجريان عادة نبينا (ص) انه لم يسافر حتى يعين له خليفة بالمدينة حتى يرجع، ولم يبعث سرية قلت أم كثرت إلا ويجعل لها قائدا واليا عليها، وقد يعين قوادا فيما إذا علم من الله ان القائد الأول سيقتل كما في سرية مؤتة حين عين ثلاثة قواد وولاة وهم جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، ونص (ص) انه إذا قتل الأول يقوم الثاني مقامه وإذا قتل الثاني فالثالث يقوم مقامه.
وحينما هاجر بعض المستضعفين من المؤمنين إلى أرض الحبشة من أذى قريش جعل عليهم واليا وهو جعفر بن أبي طالب (ع) يرجعون إليه في أمور دينهم وسائر شؤونهم، فكيف إذن يترك أمته كلها من بعده بلا راع يرعاهم مع انه قد طالت أيام مرضه قبل وفاته إلى ثمانية عشر يوما، على ما نص عليه الطبراني في معجمه، أما كان يسأل من قبل أصحابه