التحقيق في الإمامة و شؤونها - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٥١
الأحزاب والفرق والطوائف المتشاكسة والمختلفة، وكم بالانتخاب هتكت حرمات وأهينت مقدسات واختل الوئام وأقلق السلام وأضيعت حقائق، ودحض الحق الثابت حتى صار يطمع في الأمر طليق غاشم وخمار سكير ومستهتر مشاغب ومبغض متعصب وأموي ناصب، وخلاصة القول: ان العقل يأبى من العزيز الحكيم ان يهمل الأمة مع نهاية رأفته بهم وغاية شفقته عليهم ولطفه لهم ولا يعين لهم رئيسا يقولون في المشكلات عليه، ويركنون في سائر الأمور إليه.
الرابع - الإجماع لم يقبض الله نبيا حتى يعين له وصيا أما دليل الإجماع فقد أجمع علماء المسلمين بجريان عادة الله تعالى من آدم إلى خاتم الأنبياء أنه لم يقبض نبيا حتى يعين له وصيا من بعده يكون خليفة على أمته، فهذا آدم صفي الله وصيه ولده هبة الله شيث، وهذا نوح شيخ المرسلين وصيه ولده سلم، أو سام، وهذا إبراهيم خليل الله وصيه ولده إسحاق، وهذا موسى كليم الله وصيه يوشع بن نون وهذا داود وصيه ولده سليمان، وهذا سليمان وصيه آصف بن برخيا، وهذا عيسى روح الله وصيه شمعون الصفا، وهكذا جميع الأنبياء والمرسلين لكل نبي منهم وصي يقوم بالأمر من بعده.
راجع كتابنا (قبس من القرآن) في صفات الرسول الأعظم في فصوله ومنها الفصل الأول تحت عنوان " مقتضيات الخلود في الشريعة الإسلامية " والفصل الثالث تحت عنوان " الرسول الأعظم وبشائر الأنبياء
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»