المؤمنين؟ قال: كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتجفخوا الناس جفخا (1).
فنظرت قريش لا نفسها فاختارت ووفقت وأصابت، فقال أبن عباس: أيميط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع؟ قال: قل ما تشاء، قال: أما قول أمير المؤمنين: أن قريشا كرهت أن تجتمع لكم النبوة والخلافة، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهة بقوله تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ([محمد / 10]، وأما قولك فتجفخوا الناس جفخا (أو تجخفوا الناس) فلو جفخنا بالخلافة لجفخنا بالقرابة ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة من خلق رسول الله (ص) الذي قال الله تعالى مخاطبا له: (وإنك لعلى خلق عظيم ([القلم / 5]، وقال له: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ([الشعراء / 216]، وأما قولك فنظرت قريش لا نفسها فاختارت ووفقت وأصابت، فإن الله تعالى يقول: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (وقد علمت يا أمير المؤمنين أن الله قد اختار من خلقه من اختار، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفقت وأصابت.
فقال عمر: على رسلك يا بن عباس أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا وغشا في أمر قريش لا يزول، وحقدا عليها لا يحول، فقال ابن عباس مهلا يا أمير المؤمنين لا تنسب قلوب بني هاشم إلى الحسد والغش فإن قلوبهم من قلب رسول الله (ص) الذي طهره الله وزكاه مع أهل بيته الذين