موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ([الأعراف / 156].
ومنها قوله تعالى في سورة البقرة (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون (55) ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ([البقرة / 56 - 57].
ومنها قوله تعالى في سورة النساء بقوله (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ([النساء / 154].
ومجمل تلك القصة هي ان الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يأتي إلى ميقاته ومناجاته وان يختار من قومه خيرتهم في رأيه، فلما جاء بهم، وكلمه الله، وسمع السبعون كلام الله له (فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم (فهذا كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه وصلته بقومه وصلتهم به اختار من أعيانهم ووجوه رجالهم لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في إيمانهم وإخلاصهم، وإذا بخيرته قد وقعت على المنافقين الذين وصفهم الله في تلك الآيات بالظلم وانهم قالوا جهلا منهم بربهم (أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة (فإذا كان اختيار من اصطفاه الله للنبوة قد وقع على الأفسد دون الأصلح، وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا حينئذ أن الاختيار للأصلح ليس إلا لمن (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ([المؤمن / 20]، وهو الله وحده لا شريك له.