كقوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب (53) هدى وذكرى لأولي الألباب ([المؤمن / 54 - 55]، فبنوا إسرائيل - بنص هذه الآية - أورثوا الكتاب، ولكن المودون حقه، والعارفون القائمون به بعضهم، وهم الذين اصطفاهم الله من الأنبياء والأوصياء منهم لا جميعهم فكذلك هذه الآية - المبحوث عنها - إيراث الكتاب فيها - وهو القرآن - وان نسب في الأخبار - إلى ذرية النبي ولكن المقصود الأئمة الاثني عشر منهم (ع) إذ هم القائمون العارفون به، والمودون حقه، واصطفاهم من بين البرية على البرية.
ومن هنا نعلم ان الحق والحقيقة - في المقصود - من الاصطفاء والوراثة والسبق بالخيرات إنما هم الأئمة الطاهرون فقط دون غيرهم.
الإشارة إلى محاجة الإمام الرضا (ع) حول الآية وللإمام الرضا (ع) حول هذه الآية الكريمة - محاجة طويلة مع جماعة من علماء أهل العراق وخراسان في مجلس من مجالس المأمون العباسي، وأثبت الإمام (ع) ان الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب وسبقوا غيرهم بالخيرات إنما هم عترة النبي (ص) أهل بيته من بعده، أثبت ذلك بالعشرات من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، مع دليل العقل والمنطق الحاسم بحيث اعترف - بعد تلك المحاجة - المأمون