فهذه أربعة أقوال في المراد من الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب.
التحقيق في من اصطفاهم الله، وأورثهم الكتاب؟
القول الأول إنهم الأمة كلها، والثاني علماؤهم كلهم، وهذان القولان من جهة لا نص فيهما عن النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين سوى ادعاء بعض المفسرين فقط، والادعاء بلا دليل لا حجة فيه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى انهما يخالفان نصوص الآيتين والآيات التي بعدهما التي نصت على دخول - من نزلت بهم الآيات - جنات عدن، ووصفت النعيم المقيم الذي سيلاقونه فيها... الخ.
وهذا قطعا لا يكون للأمة الإسلامية كلها ولا لعلمائها كلهم، وفيهم من فيهم ممن يعلم ولا يعمل ويتبع هوى نفسه الأمارة بالسوء وما أكثرهم.
أما القول الثالث وهو أنهم ذرية النبي (ص) من فاطمة، فيراد بهم المؤمنون من ذريتها الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، لا من دعا إلى نفسه، أو سل سيفه عليهم (1).
بغيا فإنه خارج بالدليل، فهذه الذرية المؤمنة يمكن نسبة الاصطفاء، والوراثة إليهم من باب نسبة البعض إلى الكل، ويكون هذا