الأشياء بما انه خيرها، أما الاصطفاء فمعناه أخذه من بينها بما أنه صفوتها وخالصتها وعلى هذا يكون الاصطفاء أبلغ من الاختيار، ولذلك يجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبائح، لأنه سبحانه لا يصطفي إلا من كان كذلك، بحيث يكون ظاهرهم مثل باطنهم في الطهارة والعصمة سواء كانوا أنبياء أو أئمة أو غيرهم ممن عصمهم الله واختارهم.
أما المراد من هؤلاء الذين اصطفاهم الله - في هذه الآية الكريمة - وأورثهم الكتاب من هم؟، ففيه اختلاف بين المفسرين، وأشهر أقوالهم أربعة:
أولا: - قيل: هم أمة محمد (ص) بحجة أورثوا القرآن من نبيهم إليه يرجعون، وبه ينتفعون، علماؤهم بلا واسطة وغيرهم بواسطتهم.
ثانيا: - وقيل: هم العلماء من الأمة باعتبار ان العلماء ورثة الأنبياء.
ثالثا: - وقيل: انهم ذرية النبي (ص) من أولاد فاطمة وان الآية نازلة فيهم، ووردت في هذا القول أحاديث عن بعض أئمة الهدى.
رابعا: - القول المأثور عن الصادقين - بتواتر قطعي - ان المقصود من الذين اصطفاهم الله - في هذه الآية - إنما هم الأئمة الاثني عشر من آل محمد (ص)، وفيهم نزلت الآية الكريمة (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (.