وفي حديث آخر مسند عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: قال رسول الله (ص): طوفوا بالبيت واستلموا الركن، فإنه يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه مصافحة العبيد أو الدخيل، ويشهد لمن استلمه بالموافاة (1).
وفي حديث روته السنن والمسانيد وكتب التاريخ من الفريقين مسندا عن أبي سعيد الخدري (رض) انه قال: حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك.
فقال له علي بن أبي طالب: بلى انه يضر وينفع، قال: بم؟ قال بكتاب الله تبارك وتعالى، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ([الأعراف / 173].
ثم قال (ع): خلق الله آدم ومسح على ظهره، " أي قررا رواح ذريته "، بأنه الرب وانهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه فألقمه ذلك الرق، وقال: إشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة.