التحقيق في الإمامة و شؤونها - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٧٤
ومن هذا القبيل ما جعله الله لنبيه داود (ع) وذكره الله سبحانه في عدة آيات منها قوله تعالى: (وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ([الأنبياء / 80].
والمعنى كما يقول بعض المفسرين: ان الجبال والطير لهما تسبيح في نفسهما، وتسخيرهما أن يسبحن مع داود بموافقة تسبيحه، لذا قال تعالى: (وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن (أي معه حين يسبح، و (الطير (معطوف على الجبال، وقرع تسبيحها وتسبيح داود أسماع الناس معجزة له.
وهكذا قال تعالى في آية أخرى: (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ([سورة ص / 19]، والعشي آخر النهار والإشراق أوله وهو إشراق الشمس، والمعنى ان الله جل وعلا جعل تسبيح الجبال في موافقة ومواطأة تسبيحه، وإسماع الناس تسبيحها معا في الوقتين.
وهكذا قال تعالى في آية ثالثة: (ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد ([سبأ / 11]، والمعنى ان الله أعطى داود فضلا منه بأن جعل الجبال تؤوب " أي ترجع وتردد " معه الصوت بالتسبيح.
قال ابن كثير الدمشقي في تفسيره: وما أعطاه ومنحه " أي الله لداود " من الصوت العظيم الذي كان إذا سبح به تسبح معه الجبال
(١٧٤)
مفاتيح البحث: سورة ص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»