وتسالم عليه الفريقان من الخاصة والعامة كخسوف القمر وكسوف الشمس (أي غياب نورهما على غير مجاري العادة الطبيعية) بحيث رؤيت النجوم نهارا، وكمطر السماء دما وترابا أحمر بحيث بقي أثره في الثياب حتى تقطعت، وكتساقط الكواكب وظهور الحمرة في السماء واسودادها، وكتفجر الأرض دما عبيطا بحيث ما رفع حجر منها إلا وخرج تحته دم عبيطا، وسيلان حيطانها دما، ونبوع الدم من الشجر، وكنوح الجن وبكائها الذي سمعته أم سلمة وغيرها، إلى غير ذلك من انقلاب الورس - وهو نبات كالسمسم يصبغ به - رمادا واللحم علقما، وهذا كله قد اتفق الفريقان على وقوعه (1).
ونظمه الأدباء في تأبينهم لسيد الشهداء فقال الشيخ صالح التميمي:
عبيطا فما قدر الدموع السواجم * حنين تحاكيه رعود الغمائم.
وقل بقتيل قد بكته السماء دما * وناحت عليه الجن حتى بدا لها.
وقال الشيخ صالح العرندسي:
إمام بكته الإنس والجن والسما.. * ووحش الفلا والطير والبر والبحر.