وهذا بعض ما شوهد - يومئذ للناس - وما خفي عليهم أعظم مما أوحاه الله العليم الخبير إلى رسوله الصادق الأمين وأخبر به (ص) أهل بيته وغيرهم، ومن ذلك ما جاء في الحديث المعروف بحديث أم أيمن (رض) وهو حديث طويل أخبر الله به رسوله (ص) على لسان جبرئيل بما يصاب به أهل بيته عامة، وما يصاب به أمير المؤمنين والحسين (ع) خاصة، فجاء في هذا الحديث ان جبرئيل قال للنبي (ص) فيما قال له:
يا محمد إن أخاك " يعني عليا أمير المؤمنين (ع) " مضطهد بعدك، مغلوب على أمتك، متعوب من أعدائك، ثم مقتول بعدك، يقتله أشر الخلق والخليقة وأشقى البرية يكون نظير عاقر الناقة، ببلد تكون إليه هجرته، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم ثم قال جبرئيل: وان سبطك هذا - وأومأ بيده إلى الحسين (ع) - مقتول في عصابه من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك بضفة الفرات بكربلاء، من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته، وهي أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة يقتل فيها سبطك وأهله، وإنها من بطحاء الجنة، ثم قال:
فإذا كان اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله، وأحاطت بهم كتائب الكفر واللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، وماجت السماوات بأهلها غضبا لك يا محمد ولذريتك، واستعظاما لما ينتهك من حرمتك، ولشر ما تكافأ به ذريتك وعترتك، ولا يبقى شيء من ذلك إلا أستأذن الله عز