ابن ثمان سنين - بلا مغالات ولا مبالغة - كعلم سميه وجده محمد بن عبد الله (ص) وهو مستمد منه.
الأسئلة التي قدمت إليه بحضور عمه حتى انه لما قبض الإمام الرضا (ع) توجه تلك السنة أكابر المسلمين من العلماء والفقهاء والمتكلمين من الشيعة وغيرهم إلى الحج، وتشرفوا بلقائه بالمدينة، فدخلوا عليه في داره للتعرف على صحة إمامته، هذا وقد حضر خلق كثير من الشيعة ومن كل بلد لذلك إذ دخل عمه عبد الله بن موسى بن جعفر وكان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة، أي أثر السجود، فجلس، وخرج أبو جعفر الجواد من الحجرة، وعليه قميص ورداء، وفي رجليه نعلان، فقام عمه عبد الله وقبل ما بين عينيه، وقامت الشيعة إجلالا له، ثم قعد أبو جعفر على كرسي، وجلس الناس ينظر بعضهم إلى بعض تحيرا لصغر سنه.
فابتدر رجل من القوم فقال لعمه سائلا منه: أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال: تقطع يمينه، ويضرب الحد، فغضب أبو جعفر (ع) ثم نظر إليه فقال: يا عم اتق الله، اتق الله انه لعظيم ان تقف يوم القيامة بين يدي الله عز وجل فيقول لك: لم أفتيت الناس بما لا تعلم؟.
فقال عمه استغفر الله يا سيدي، أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه؟ فقال أبو جعفر (ع): إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها، فقال أبي: تقطع يمينه للنبش، ويضرب حد الزنا، فان حرمة الميتة