وعلمناه من لدنا علما ([الكهف / 66]، وقال تعالى مخاطبا نبينا محمد (ص): (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ([النمل / 7]، فهذا العلم اللدني بقسميه.
أما الكسبي فهو علم يكتسبه الإنسان من العلماء والمرشدين بعض من بعض، وهو علم من جهة يقع فيه الخطأ والصواب والصحة والغلط، وغلط العالم - ولا سيما إذا كان مرجعا عاما - يعود على العالم كله، لأن الناس أتباع العلماء في الحلال والحرام، وفي جميع الأحكام.
ومعلوم أن الله جل شأنه لا يريد - في تشريعاته - ويرضى إلا بالعمل طبق الشريعة التي أنزلها كما أنزلها من دون تغيير ولا تبديل، والأحكام التي شرعها من دون زيادة ولا نقيصة، فلا بد إذا من أن يكون في الناس عالم لا يخطأ ولا يغلط، ولا يسهو ولا ينسى ليرشد الناس إلى تلك الشريعة المنزلة منه تعالى تماما وكمالا، ولا يكون ذلك إلا إذا كان علم العالم - المرجع للجميع - وحيا أو إلهاما، لذلك شاء الله أن يكون علم الرسل والأنبياء وأوصيائهم من العلم الإيحائي أو الإلهامي صونا وحفظا لهم وللأمم من أتباعهم من الوقوع في المخالفة.
ومن جهة أخرى أن صاحب العلم الكسبي لا يمكنه - وبلا ريب - تحصيل كل ما يحتاجه وتحتاجه الأمة من العلم حتى لو عاش ما عاش من مئات السنين، واجتهد - فيها - كل الاجتهاد في تحصيله.
ولقد أجاد الإمام الشافعي بقوله: