والغرض ان الناس إذا رجعوا إليهم في أمورهم وجدوا الجواب الحاسم حاضرا عندهم، أما هم (ع) ما احتاجوا إلى علم الناس أبدا، بل كل واحد من الناس مفتقر إلى علمهم، وما جرت كلمة (لا أدري) على لسان أحدهم.
فاحتياج الكل إليهم، واستغناؤهم عن الكل، دليل قاطع على أنهم أعلم الكل، وأئمة الجميع، وكونهم (ع) ما احتاجوا إلى أحد من سائر الناس وان الناس كانوا محتاجين إليهم هذه حقيقة واقعية يثبتها لهم التاريخ الثابت الصحيح عند الخاص والعام، ولا سيما أيام الخلفاء الثلاث أبي بكر، وعمر وعثمان، ورجوعهم إلى علي (ع) في حل المشاكل التي حلت بهم، والأسئلة التي وجهت إليهم ولم يكن فيها علم عندهم، وهكذا رجوع بقية الخلفاء من بني أمية وبني العباس وغيرهم إلى الأئمة (ع) كله ثابت عند الجميع في التاريخ الإسلامي في حوادث كثيرة قد لا يستطيع الإنسان إحصاءها لكثرتها (1).