على أن الجواد قد فارقه أبوه يوم سافر إلى خراسان وهو ابن خمس سنين، فمن الذي كان يؤدبه ويثقفه بعد أبيه حتى جعله بتلك المنزلة العلمية الرفيعة؟ وقبض الجواد وهو أبن خمس وعشرين سنة وأبن هذا السن لم يبلغ من العلم شيئا كثيرا لو انفق عمره كله في الطلب، فكيف يكون عالم الأمة ومرشدها، ومعلم العلماء ومثقفهم؟ وقد رجعت إليه الشيعة وعلماؤها من يوم وفاة أبيه الرضا (ع).
حتى ان بعضهم - ويقال له يونس بن عبد الرحمن - شكك في إمامته لصغر سنه، فرد عليه الريان بن الصلت قائلا: إن كان أمره من الله جل وعلا، فابن يوم واحد أو ابن يومين مثل ابن مائة سنة، وان لم يكن من عند الله فلو عمر ألف سنة، وفي نص: خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه، ويكون كواحد من الناس (1).
وعلى كل علم الأئمة (ع) إلهامي من الله تعالى.
اعتراف المأمون بعلم الأئمة الإلهامي، واحتجاجه على العباسيين