كحرمة الحية، فقال عبد الله صدقت يا سيدي، وأنا استغفر الله، والظاهر أن عبد الله قد نسي، فتعجب الناس، وقالوا: يا سيدنا أتأذن لنا أن نسألك؟ قال: نعم، فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم عنها وله يومئذ تسع سنين (1).
وفي رواية أخرى عشر سنين (2).
والظاهر لنا أن مراد الراوي من " المجلس الواحد " الذي سئل فيه الإمام (ع) عن ثلاثين ألف مسألة هو المكان المعد لجلوسه فيه للناس، كما يقال مثلا: ذهبت اليوم إلى مجلس زيد أو عمرو ورأيت كذا أو سمعت كذا... الخ، فالإمام سئل في مجلسه ذلك للناس، عن ثلاثين ألف مسألة، فالراوي عين نوعية المكان الذي سئل فيه الإمام، وأنه مكان واحد وهو الذي يستقبل به الناس دون غيره من الأماكن الأخرى، ولم يعين الوقت، والوقت يعرف من القرينة، والقرينة دالة على ان الناس كانوا يتوافدون على الإمام في موسم الحج من جميع النواحي والأقطار والأمصار ليتعرفوا عليه ويسألوه عما حملوا إليه من الأسئلة الكثيرة الكتابية والشفوية، فكان عدد تلك الأسئلة التي وجهت إليه وأجاب عنها