عليهم فقتلوهم، كأنما قتلوا أهل بيت من الترك والكفر، فلا شئ عندي أعجب من طلبك ودي ونصري، وقد قتلت بني أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت آخذ ثأري، فإن يشأ الله لا يطل لديك دمي ولا تسبقني بثاري، وإن سبقتني به في الدنيا فقبلنا ما قتل النبيون وآل النبيين، وكان الله الموعد وكفى به للمظلومين ناصرا ومن الظالمين منتقما. فلا يعجبنك أن ظفرت بنا اليوم فو الله لنظفرن بك يوما.
فأما ما ذكرت من وفائي وما زعمت من حقي، فإن يك ذلك كذلك فقد والله بايعت أباك، وإني لأعلم أن ابني عمي وجميع بني أبي أحق بهذا الأمر من أبيك، ولكنكم معاشر قريش كاثرتمونا فاستأثرتم علينا سلطاننا، ودفعتمونا عن حقنا، فبعدا على من يجترئ على ظلمنا واستغوى السفهاء علينا وتولى الأمر دوننا. فبعدا لهم كما بعدت ثمود وقوم لوط وأصحاب مدين ومكذبوا المرسلين.
ألا ومن أعجب الأعاجيب وما عشت أراك الدهر العجيب، حملك بنات عبد المطلب وغلمه صغارا من ولده إليك بالشام، كالسبي المجلوب ترى الناس أنك قهرتنا وأنك تأمر علينا، ولعمري لئن كنت تصبح وتمسي آمنا لجرح يدي، إني لأرجو أن يعظم جراحك بلساني ونقضي وإبرامي، فلا يستقر بك الجدل ولا يمهلك الله بعد قتلك عترة رسول الله إلا قليلا، حتى يأخذك أخذا أليما فيخرجك الله من الدنيا ذميما أثيما، فعش - لا أبا لك - فقد والله أرداك عند الله ما اقترفت. والسلام على من أطاع الله. من تاريخ اليعقوبي.
* وكتب (FullMoon)، بتاريخ 8 - 7 - 1999، الرابعة صباحا:
يا مشارك... إنا لله وإنا إليه راجعون.