- وضعفه الحنبلي في المنار المنيف ص 118 فقال: وحديث نظر رسول الله إلى معاوية وعمرو بن العاص. فقال: اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ودعهما إلى النار دعا، كذب مختلق. وقال نفس عبارته ابن قيم الجوزية في نقد المنقول - 109!
- ولكن الفتني في تذكرة الموضوعات دافع عن راويه فقال في ص 168: وفي الوجيز: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع رجلين يغنيان. فقال: اللهم أركسهما في الفتنة ركسا أو دعهما إلى النار. فيه يزيد بن أبي زياد كان يلقن فيتلقن. قلت: هذا لا يقتضي الوضع وقد أخرجه أحمد، وله شاهد عن ابن عباس. وقد دافع عنه ابن حجر العسقلاني في كتابه: القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد ص 60، فقال: السابع: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، قال: أخبرني رب هذا الدار أبو هلال، قال: سمعت أبا برزة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع رجلين يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول:
لا يزال حواري تلوح عظامه.... روى الحرب عنه أن يحن فيقبرا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هما؟ قال: فقالوا: فلان وفلان. قال: فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أركسهما ركسا ودعهما إلى النار دعا!!!
أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي يعلى ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن ابن أبي برزة رضي الله عنه.... قال ابن الجوزي: لا يصح. يزيد بن أبي زياد كان يلقن بآخره فيتلقن.
قلت: يزيد بن أبي زياد احتج به الأربعة وروى له مسلم مقرونا. وقد مر عن الحافظ العسقلاني أنه قال: يزيد وإن ضعفه بعضهم من قبل حفظه فلا يلزم أن كل ما يحدث به موضوعا.
قال الجلال السيوطي: ما قاله ابن الجوزي لا يقتضي الوضع. قال: وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.. الخ. انتهى.
فأنت ترى تصحيح عدد من الأئمة له، والبحث في هذا طويل.. وقد حاول بعضهم بعد أن عجز عن تضعيفه أن يلبسه لرجلين آخرين وافترض شخصين صديقين من غير القرشيين، أو من منافقي الأنصار اسمهما معاوية وعمرو!! ولكن هذه الحيلة لا تنجح!