وقال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري عن أبي هريرة: (كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها:
إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود، فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما. فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى). وقد اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يرسل لنا بشرا من أمثالنا وليس كما طلب المشركون عندما طلبوا أن يكون الرسول من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، والذين لا يأكلون ولا يشربون. قال تعالى:
(وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا).
شبهات والرد عليها:
الشبهة الأولى: هل هذا يقدح في الأنبياء وينقص من مكانتهم؟ وكذلك ما احتجوا به من أن الذنوب تنافي الكمال أو أنها ممن عظمت عليه النعمة أقبح أو أنها توجب التنفير أو نحو ذلك من الحجج العقلية، فهذا إنما يكون مع البقاء على ذلك وعدم الرجوع، وإلا فالتوبة النصوح التي يقبلها الله يرفع بها صاحبها إلى أعظم مما كان عليه كما قال بعض السلف: كان داود عليه السلام بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة، وقال آخر: لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه، وقد ثبت في الصحاح حديث التوبة لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا.. الخ. وقد قال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين). وقال تعالى: (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات). وقد ثبت في الصحيح