ثانيا: أوضحنا ذلك فيما سبق وسيأتي التفصيل بشكل أكبر إن شاء الله.
ثالثا: لقد أثبت موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام الذنب على نفسه، واستغفر من ذلك الذنب، فليس نحن بالذي نفتئت على الأنبياء، وإنما نحن نضع الاحتمالات الجائزة في ذلك، وأيهما كان الصحيح أخذنا به، فليست القضية واردة عندنا في إثبات وقوع الذنب فهذا مثبت، وإنما في معرفة حقيقة الذنب بالضبط، وقد ذكرت لك احتمالان (كذا) في ذلك وأي منهما إذا ثبت كاف في المسألة، وبالنسبة للثاني فأنت لا تستطيع إنكاره كما سيأتي إن شاء الله.
رابعا: الأصح لغويا أن تقول (غير الجائزة) بدلا من قولك (الغير جائزة) وإضافة لذلك فإن الإنسان إذا قطع على نفسه عهدا ألا يعود لأمر ما واستثنى في ذلك الأمر، فهذا ليس كافيا لعدم عودته لذلك الأمر، فما بالك إذا لم يستثن؟
(8) تقول يا تلميذ: (ثانيا: تكرار النصرة ليس فيه إشكال علينا فضلا عن أن يكون أكثر من الإشكال عليكم لأننا لا نقول بأن النصرة في حد ذاتها إلا أنها جائزة إن لم تكن واجبة عليه سلام الله عليه).
وأقول لك: إذا كنت مصرا على أن جميع ما فعله الأنبياء عن عمد وتابوا منه، أو ما فعلوه بغير قصد هو مما يجوز تكراره عمدا لجوازه فأجبنا عن حكم تكرار موسى لطلب الرؤية وفق عقيدتكم وأجبنا عن هذا أيضا لو سمحت، وأنتم الذين تقولون في العصمة ما تقولون. هل يجوز لك إلقاء المصحف من يدك على الأرض؟ وهل تعتبر هذا العمل من موسى عليه الصلاة والسلام