4 - تقول يا تلميذ: (ثالثا: لقد ذكرت لك سابقا أن وصف موسى عليه السلام للإسرائيلي بأنه غوي مبين لا دلالة فيه على أنه كان مجرما لأن كلمة: (الغي) تستعمل في معاني مختلفة، تارة في خلا ف الرشد وأخرى في فساد الشئ قال ابن فارس: (فالأول: الغي وهو خلاف الرشد والجهل بالأمر والانهماك في الباطل، يقال: غوى يغوي غيا... الخ). ووصف موسى عليه السلام له بذلك لعله يريد منه - والله العالم - أنك غير رشيد لدخولك في أكثر من خصام ونزاع مع الآخرين من أمثال هؤلاء القبطيين وكان ينبغي لك أن تتجنب الدخول معهم في الخصام والنزاع حتى وإن هم حاولوا منك مخاصمتك ونزاعك والاقتتال معك أو يريد منه معنى آخر من معاني هذه الكلمة).
وأقول لك: من فمك أدينك، فهذا ما نقلته أنت: (قال ابن فارس:
فالأول الغي وهو خلاف الرشد، والجهل بالأمر والانهماك في الباطل، يقال:
غوى يغوي غيا. الخ.). ألا تعتبر الانهماك في الباطل إجراما؟ ألا تعتبر هذا إجراما؟ ألا تعتبر الفتنة والوشاية بموسى إجراما؟ ألا تعتبر كثرة فتنه ومخاصماته إجراما؟ ألا تعتبر أن فعله طالما أنه من عمل الشيطان إجراما؟
5 - تقول يا تلميذ: (أولا: لم أجد في كلامك السابق ما يقنعني والله ولا دليل فيه على شئ من ذلك. ثانيا: إن السطحية في فهم الكلام هي التي جعلتك تفهم كلام الإمام هكذا أو تفسره بهذه الكيفية، بل إن كل ما أوردته هو من باب المغالطة، فالإمام الرضا عليه وعلى آبائه آلاف التحية والصلاة والسلام وصف الاقتتال الدائر بين القبطي والإسرائيلي بما هو قتال لا ثمرة من ورائه ولا فائدة أنه من عمل الشيطان، فهو الذي أوجد بين هذين