الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٥٧
4 - تقول يا تلميذ: (ثالثا: لقد ذكرت لك سابقا أن وصف موسى عليه السلام للإسرائيلي بأنه غوي مبين لا دلالة فيه على أنه كان مجرما لأن كلمة: (الغي) تستعمل في معاني مختلفة، تارة في خلا ف الرشد وأخرى في فساد الشئ قال ابن فارس: (فالأول: الغي وهو خلاف الرشد والجهل بالأمر والانهماك في الباطل، يقال: غوى يغوي غيا... الخ). ووصف موسى عليه السلام له بذلك لعله يريد منه - والله العالم - أنك غير رشيد لدخولك في أكثر من خصام ونزاع مع الآخرين من أمثال هؤلاء القبطيين وكان ينبغي لك أن تتجنب الدخول معهم في الخصام والنزاع حتى وإن هم حاولوا منك مخاصمتك ونزاعك والاقتتال معك أو يريد منه معنى آخر من معاني هذه الكلمة).
وأقول لك: من فمك أدينك، فهذا ما نقلته أنت: (قال ابن فارس:
فالأول الغي وهو خلاف الرشد، والجهل بالأمر والانهماك في الباطل، يقال:
غوى يغوي غيا. الخ.). ألا تعتبر الانهماك في الباطل إجراما؟ ألا تعتبر هذا إجراما؟ ألا تعتبر الفتنة والوشاية بموسى إجراما؟ ألا تعتبر كثرة فتنه ومخاصماته إجراما؟ ألا تعتبر أن فعله طالما أنه من عمل الشيطان إجراما؟
5 - تقول يا تلميذ: (أولا: لم أجد في كلامك السابق ما يقنعني والله ولا دليل فيه على شئ من ذلك. ثانيا: إن السطحية في فهم الكلام هي التي جعلتك تفهم كلام الإمام هكذا أو تفسره بهذه الكيفية، بل إن كل ما أوردته هو من باب المغالطة، فالإمام الرضا عليه وعلى آبائه آلاف التحية والصلاة والسلام وصف الاقتتال الدائر بين القبطي والإسرائيلي بما هو قتال لا ثمرة من ورائه ولا فائدة أنه من عمل الشيطان، فهو الذي أوجد بين هذين
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483