غيرها في تلك الساحة، حيث يبدون أنها هنا تخاطب الفئة الأكثر التزاما بالرجوع إلى الأصالة، ولهذا نجد القرآن له قداسة خاصة في هذا الفهم، ولكن يطلب من القرآن له يخضع للمواصفات التي تقدمها نظم الألسنية الحديثة، فالنص هنا يقدم لتيم تشريحه وفق مراد المتلقي له لا صاحب النص نفسه، إذ يعمل هذا المنهج لتعويم النص إلى الدرجة التي لا يبقى له معنى، بحيث يشرف على اللا تناهي في الدلالة واللا محدود في المعنى - كما يتحدث بذلك محمد حسين فضل الله - فهو يرى أولا: ضرورة إخراج المفردة اللغوية في النص من أطارها التاريخي إلى أن تكون متحركة غير الزمن، وثانيا: إلى الفصل بين النص وبين محرره، وفصل التجربة الشخصية للإنسان المتكلم بها، لأن معناها يمثل علاما ثقافيا في حجم حركته في التاريخ وفي الكون كله، مما قد يختلف الناس في وعيه في مختلف أبعاده وتنوع آفاقه (1).
(٢٥٨)