الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٥١
وواقعي - وإن لم يصرحوا بذلك - أن الله (جل وعلا) قد قال كلمته وانقطع عن متابعة تفصيلاتها تاركا العبئ على الكاهل البشري، ولئن كان ثمة نبي، فلقد عاش زمانه وقال كلمته في إطار ذلكا الزمان وظروفه الاجتماعية والثقافية.
وقد ساعدهم في ذلك كله، ذلك الكم الهائل من التراث المثير في زيفه الذي حشر مع هذا النص وسمي باسمه، (1) وتلك الصورة التي وضعت للنبي (ص) صاحب هذا النص في متون ما يسمى بالصحاح التراثية، ومن ثم ليصنعوا منه بالفعل شخصية مبتورة التقاطيع قدمت إلى

(1) - يرفض بعض الباحثين العلمانيين كطيب تيزيني النظر إلى هذا التراث باعتبار أن معظمه مزيف أو موضوع من قبل الأنظمة السياسية والطائفية التي تعاقبت على حكم الأمة كي تبرر مشروعية استيلائها على السلطة الزمنية والروحية، بزعم أن هذا التراث بكل ما فيه هو عنوان ما مضى، وقد كان احتمال هذا الأمر ممكنا لو أنهم اكتفوا بالنظر إليه كمادة تأريخية معزولة عن الجوانب الفكرية بحيث تخضع لمعايير الجرح والتعديل، ولكنهم أصروا على محاكمة الإسلام وفقا لما وجدوه فيما يسمى بالصحاح ومستنداتها وتوابعها فوقوا وأوقعوا غيرهم في متاهات الجهل المركب.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست