بعث الله تعالى محمدا (ص) نبيا لهم بالخاصة كما بعثه للناس كافة "... ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا... ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويزكيهم ويعلمهم الكتاب... " وهكذا يظهر أن الذكر الذي أتى به محمد (ص) للناس عامة قد أنزل لهذه الذرية بالخاصة مما يجعلهم خاصته، بينما هذه الأمة المسلمة هي الخاصة من تلك الذرية بما ميزهم الله تعالى بإسلام مقترن ومواز لإسلام أبويهم إبراهيم وإسماعيل، لذا فهم خاصة الخاصة من الذكر والأولى به، وهل يكون أهل كل أمر إلا هكذا؟ وهؤلاء هم الذين طهرهم الله وأذهب عنهم الرجس * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * فكانوا هم " المطهرون " في كتاب الله، وقد أخبرنا أن القرآن ذي الذكر لا يمس حقائقه على سبيل الإحاطة إلا المطهرون * (في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) * وليس في كتاب الله مطهرون سواهم، فهل يكون أحد أقرب إليه منهم، وهم الذين جعلهم الله أنوارا من نوره يهدي بها من يشاء، كما في سورة النور، * (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس، والله بكل شئ عليم) * (35) * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36) رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله... (النور 37)) * (1) فنوه بهم بالذكر إذ كان طابعا لسلوكهم، ونوه
(٣٤٤)