الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٤٣
كما تفسير قوله تعالى * (وقفوهم فإنهم مسؤولون) * (ص 90 من الصواعق المحرقة لابن حجر).
فانظر إلى قوله ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ترى كيف إن ذلك يجعل لهم المرجعية في تبيان الوجه الصحيح للرسالة وكتابها والدين بمجمله كما عبر عنه الحديث الشريف، فيظهرون الصواب من الخطأ الذي يفتريه المحرفون والضالون والذين يتأولون القرآن بجهلهم، وهذا يوافق دلالات النصوص السابقة ودلالة آية أهل الذكر.
وهكذا فإن النص يفيد أن في حقبة القرآن الكريم جهة إلى جانب النبي (صلى الله عليه وآله) لها المرجعية في التبيان لحقائق الرسالات الإلهية وكتبها، نعتها تعالى ب‍ * (أهل الذكر) * إشارة إلى أنها الجهة الأكثر التصاقا بالذكر، والأكثر لزوما له والأعلم به، مما جعل علاقتها بالذكر علاقة التماهي، فكانت الأولى به، مما صح معها وصفها بأنها " أهل الذكر "، ومؤهلة إلى أن تكون لها مرجعية علمه، ولقد علمنا أن هذه الجهة المعنية هي آل محمد (ص) من جملة من النصوص النبوية الشريفة التي بعضها متواتر في صحاح العامة بما يتلاقى مع ما لدى الشيعة، ولقد أظهرت هذه النصوص أن العترة الطاهرة هي مصداق الجهة التي نعتها النص بأهل الذكر على نحو ما فصلنا. على أن الأمر يزداد وضوحا حين نعلم أن محمدا وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم هم الأمة المسلمة التي سأل بها إبراهيم (ع) ربه من ذرية إسماعيل (ع) والتي فيها
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 347 349 350 ... » »»