الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٤١
إلى السبيل، ولقد علم إن مصداق هؤلاء هم أهل البيت (عليهم السلام) لما علم من حالاتهم الواقعية ومن جملة من البيانات النبوية.
أمثلة عن البيانات النبوية:
فلقد بين رسول الله (ص) أن أهل الذكر هم أهل البيت (ع) ولقد ذكرنا في بداية البحث بعضا من مصادر أهل السنة في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ولقد بينا من خلال استقراء النص استقراء موضوعيا من خلال ما يمليه أسلوب البيان أنه يلتقي مع هذا الاعتبار بما يفرضه من الدلالة على جهة في حقبة القرآن لها العلم بالرسالات وكتبها بما فيها القرآن، ولها مصداقية التبيان ومرجعيته، وما بنى عليه بعض العامة خلافا لذلك من أن أهل الذكر هم أهل الكتاب أو علماؤهم قد وجدنا مناقضته لفحوى النص من جهة، ولكثير من المعطيات في الكتاب والسنة كما بينا قبل حين. على أننا لو تجاوزنا ذلك فإننا نستطيع أن نعلم الحقيقة من خلال ما اتفق عليه الشيعة والسنة من نصوص نبوية أخرى في مثل حديث الثقلين المتواتر لديهما والذي يفيد عالمية العترة وضرورة لزومهم لكي لا يقع الناس في الضلال، ويفيد أن العترة الطاهرة ملازمة للقرآن والأعلم به، والأكثر به لصوقا، وهل القرآن إلا الذكر، بل الوجه الصحيح المهيمن عليه، وهل أهل كل أمر والأولى به إلا الأعلم به والأكثر لصوقا؟ وهل ألصق به وأكثر ملازمة من الذين جعلهم الله أعدا له والملازمين له إلى يوم الحشر؟ وقد أمر تعالى الناس بملازمتهم ليعتصموا من الضلال، أفهم يعصمون الناس برأيهم أم بالقرآن ذي الذكر؟ فمن يكون أهل الذكر
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 347 ... » »»