الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٤٠
المقنعة القادرة على التفريق بين الحق والباطل ليصح معها تسميتها بالبينات.
فهل هذه المصداقية كانت متوفرة في أهل الكتاب؟ إن الحقائق من الكتاب والسنة وواقع سلوكهم حيال المشركين والذي ذكرنا بعضها قبل صفحات، كلها تعارض أن يكون لعلمائهم أهلية ما لمصداقية إرشاد للمشركين، بل ولا حتى لأتباعهم ناهيك عن المسلمين.
إن رؤوس الكفر الذين يطلقون الأقوال كقولهم لماذا لا يبعث الله ملكا رسولا، أو يروجون بالجبر في الإيمان، أو أن محمدا (صلى الله عليه وآله) ساحر أو كاهن، هؤلاء لا رجاء لهم في الإيمان، بما صدوا واستكبروا. وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة في أكثر من آية فلا ضرورة للاستقصاء. أما الذين يرجى إيمانهم فهم التابعون المستضعفون الذين لا يعلمون، وكذلك ضعاف العقيدة من المسلمين الذين يلقون السمع إلى المنافقين والمشركين، مثل أولئك وهؤلاء، إن تعرفوا إلى حقائق الرسالات وبراهينها، لهم أن يؤمنوا أو أن يترسخ إيمانهم من سلم دون قناعة ويقين، لذلك وفي معرض الرد الإلهي على مقالات رؤوس الكفر، فإنه قد أرشد الجاهل من منكر أو مرتاب، لكي يحصل على الحقائق الربانية ودلالاتها، من أهلها الذين لهم مصداقية المرجعية، لجهة العالمية والطهر والأمانة لها، والحرص على الهداية بها، مما صح معه نعتهم * (بأهل الذكر) *، فهم خاصته الأكثر التصاقا وعلما به، فهؤلاء هم الذين بالرجوع إليهم يرجى تعليم الجاهل واستبانة الحق ورفع الريب، والهداية
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»