الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٢٢
من الذكر في أهل الذكر، مما يصح معه أن تكون قرينة على أن الذكر فيها هو القرآن، لا سيما أن القرآن الكريم كما دلت كثير من الآيات، هو الوجه الصحيح لما أنزل على الأنبياء وهو المهيمن عليه، ولئن كنا نعتقد بهذا، لكن المعنى الإجمالي للآية لا يختلف في النتيجة، إذ إن عموم معنى الذكر هنا يمنح مزيدا من التأييد لما قلناه قبل حين من وجوب سؤال أهل الذكر بالرسالات وكتبها وبراهينها وبأي منها وفي العموم، حسب حاجة السائل مما يلزم عنه أن يكون لديهم العلم بها.
هل سؤال أهل الذكر خاص لهذا المورد الذي تحدث عنه النص؟
وهل هو خاص بالمشركين؟.
يقول النص * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر..) * فالسؤال هنا مشروط بعدم العلم بالبينات والزبر، فيكون متوجبا حين يكون الجهل بها، دون خصوصية، لموضوعه.
ومن ناحية ثانية، إن قلنا إن * (إن كنتم لا تعلمون) * اعتراضية راجعة إلى * (وما أرسلنا...) * فحينئذ تغدو * (بالبينات والزبر) * متعلقة ب‍ * (فاسألوا) * كما سبق القول، ويكون سؤال أهل الذكر هو بالبينات والزبر، وفي كلتا الحالتين يكون النص قد شرع سؤال أهل الذكر بعموم البينات والزبر سواء كان عدم العلم هو بعمومها أو فقط في مورد خاص منها، فليس السؤال وقفا على بشرية الرسل أو على جبرية الإيمان، بل إن المعنى الذي يفرض نفسه هو أن النص قد أنشأ قاعدة عامة في هذه المناسبة الخاصة، تقضي بسؤال أهل الذكر بالبينات والزبر، حين ينشأ أي جهل
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»