الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣١٨
الفهم الصحيح لهذه النص الإلهي وأبعاده، لا بد لنا من أن تقارب الموضوع بعد تخلينا أي موقف سابق حول مفهوم أهل الذكر، لكي نتجنب أي إسقاط خارجي على دلالات النص، وعلينا أن نتعامل مع النص بدراسة أسلوب البيان وطبيعة الخطاب موضوعيا، لنعلم حجم الدلالة التي يحملها، ومن أجل هذا علينا أن نعلم هل أن هذا الأمر بسؤال أهل الذكر هو خاص لهذه الحقيقة التي بدأ النص بذكرها * (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) *، أم هو عام يشمل كل حقائق الأديان، وهل هو أمر موجه إلى المشركين وحدهم ولا ينطبق على غيرهم. إن أجابتنا عن هذه الأسئلة ومعرفتنا لحجم دلالات النص تجعلنا نفهم من هم أهل الذكر.
المعنى الإجمالي.
* (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) * ذلك رد على قولهم في الآيات السابقة من نفس السورة * (لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ،...) * كما ذهب صاحب الميزان، ليتبين أن الأنبياء هم بشر ينذرون الناس ولا سيطرة لهم عليهم، وأن الله تعالى ينذر الناس بهم ولا يجبرهم على الإيمان، إذ ذلك تكليف لهم محاسبون عليه، وذهب البعض إلى اعتبار الآية ردا على قول المشركين لماذا لا يبعث الله ملكا رسولا، لكن ليس في ما قبلها ولا بعدها من الآيات ما يدل على ذلك، بل هي آيات من سور أخرى، لذلك فالأقرب هو المعنى الأول وإن كانت النتيجة لا تختلف كثيرا.
(٣١٨)
مفاتيح البحث: البعث، الإنبعاث (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»