الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٤
إلى ذلك نجد أن الفرائض الأم في القرآن الكريم من صلاة وزكاة وحج وصيام قد وردت مجملة بدرجات متفاوتة، خاصة الصلاة التي هي عمود الدين والزكاة - وترك التفصيل للنبي (صلى الله عليه وآله)، الذي جعل تعالى أوامره وتوجيهاته ملزمة كالقرآن الكريم، * (ما آتاكم الرسول فخذوه...) * و * (من أطاع الرسول فقد أطاع الله) * و * (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) *. لذلك فإن عدم ذكر أسماء الأئمة المعصومين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) في القرآن، الذي هو من التفصيل، لا يخرج عن نهج الكتاب في الأمور الكبرى في الدين.
فالقرآن قد شرع الولاية العاصمة للأمة من الضلال، وترك للنبي (صلى الله عليه وآله)، الدلالة على مصداقها كما هو الحال مع الفرائض الأخرى، وهو (صلى الله عليه وآله) لا يصدر عن نفسه بل عن الله وبتكليف منه * (أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) * فيكون لبياناته ذات القدسية والقوة الإلزامية التي للقرآن. ولقد فصلنا في هذا خلال البحث في مضمون نص أولي الأمر فسيرى القارئ ذلك في حينه.
النبوة والإمامة يرتكزان إلى ذات الأدلة العقلية:
أن العقائد الركنية، التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد والعدل، هي عقائد ذات ارتكاز عقلي في المنطق السليم، غير أن التوحيد والنبوة يرتكزان إلى العقل وحده، بينما العقائد الثلاث الأخرى، فمع ضرورة ارتكازها إلى العقل في عملية الإيمان، هي أيضا مؤيدة بالنص، وهذا الأمر
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»