الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٢
القرآن قد أجمل في جميع القضايا الكبرى ومنها الإمامة:
والذي يلفت الانتباه أن معرفة الأجيال الشابة محدودة جدا بحقيقة نصوص الإمامة في القرآن الكريم، وهي في أحسن الأحوال تقتصر على ما يبذله المرء من جهد شخصي لتحصيل المعرفة بذلك لأن مناهج التربية، كما حلقات التوجيه الديني في المساجد، والمؤلفات التي تنتشر بين الناس في سبيل التوعية الدينية، وجهود العلماء المخلصين، كلها تفتقر إلى تناول هذا الموضوع الهام بما يقتضيه من تركيز واهتمام، مما جعل ممكنا تسرب بعض المفاهيم المغلوطة عن هذا الأمر لدى الناشئة، وجعلهم يفتقرون إلى رؤية واضحة في هذا الحيز، وجعل يسيرا لبعض الجهات أن تطرح على الناشئة دعوى خطيرة مضللة في أن الإيمان الكامل بالمفهوم القرآني لا يشتمل على الإمامة، مما يترتب عليه نتائج خطيرة في البنية العقائدية لدى الأجيال الصاعدة، يسهل معها بعد ذلك انسلاخها من التشيع.
وبالرغم من أن للسنة الصحيحة ذات القوة الثبوتية التي للنص القرآني، وأن لها ذات القوة الإلزامية للمسلم في الاعتقاد والعمل، لكن مثل هذا التوجه الذي يجافي الحقيقة بوضوح يدعو إلى الريبة والشك في مقاصده، لأن السنة قد تعرضت للدس والتزوير، واختلف المسلمون حول النصوص، تارة لجهة ثبوتها، وتارة لجهة دلالتها، ورغم أن النصوص النبوية المتعلقة بإمامة آل محمد (صلى الله عليه وآله) قد ورد الغالبية الساحقة منها بالطرق الصحيحة لدى جميع المسلمين إماميين وغيرهم، والكثير منها
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»