الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٠
محددة يتعين لها المرجعية الواجبة على المؤمنين في شأن الحيز الذي يتناوله النص، في وجوب الطاعة والولاية العامة على الأمة في نص أولي الأمر ونص الولاية، ومرجعية العلم والإرشاد في شأن الكتاب وما يتعلق به من شأن الرسالة والأمة في نصوص الراسخون في العلم، وأهل الذكر، ولا يمسه إلا المطهرون، وفي وراثة مرجعية الكتاب في حقبة القرآن بعد النبي (صلى الله عليه وآله) في نص وراثة الكتاب، وفي الشاهدية الكبرى في نص الاجتباء للشاهدية، ومن عنده علم الكتاب. وترتسم من خلال هذه النصوص شروط ووظائف الإمامة العامة.
على أن تعيين النصوص القرآنية لمرجعية واجبة صادرة عن الله تعالى، يؤيد منطق الدعوى بأن الرسالة قد شخصت هذه المرجعية على أرض الواقع من خلال نصوصها الأخرى في الكتاب، أو السنة، أو كليهما معا.
ومن هنا نفهم شدة حرص النبي (صلى الله عليه وآله) وبشتى أساليب البيان من القول والفعل على إظهار من هم أهل البيت المطهرون المعنيون بنص آية التطهير، وموقعهم من الرسالة والأمة، وأنهم هم أصحاب هذه المرجعية المفروضة من الله، وذلك حتى لو حصرنا النظر في النصوص التي استطاعت أن تخرق الحجر والتعتيم، والمتفق على صحتها عند جميع المسلمين، وليس في السنة من موضوع قد حظي باهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بمثل هذا الموضوع، لذلك نجد أن النصوص المتعلقة بمنزلة أهل البيت وإمامتهم (عليهم السلام)، تشكل شطرا كبيرا من السنة
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»