ينسجم مع تو جهاته، وهذا أمر نابع من طبيعة اللغة، وتشترك به كل الألسن، إلا أن المرء إذا أخلص النية لله، وجد بعقله، وأحس بوجدانه، بطلان الادعاء فيه، وعدم انسجامه مع النص تارة، أو مع المناخ القرآني العام تارة أخرى، أو مع ثوابت الكتاب والسنة تارة ثالثة، أو مع العقل السليم تارة رابعة، ومثاله أنه، مهما حاولنا اصطناعا في علم الكلام، حول أولي الأمر الذين فرض الله تعالى ولايتهم على الأمة من قوله تعالى:
* (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *، فإن الفطرة السليمة تأبى أن لا يكونوا جهة خاصة علم تعالى أن طاعتها هادية كطاعتهما حتى جعلها فريضة طاعة موازية لولايته وولاية رسوله (صلى الله عليه وآله)، ويأبى أن يكونوا مطلق ولي أمر يحمله رحم الزمان ليتولى على الأمة، لما يحمله ذلك من احتمال أن يأتي من لا يتوافق مع أهداف الرسالة، ولا يكون أمينا عليها، من فاسق أو ظالم أو ضال أو جاهل ليس على مستوى المسؤولية، أو منافق، واستحالة أن يفرض الله تعالى على عباده سبيلا يوقعهم في ضلال أو هلكة في الدين أو الدنيا، والوجدان يأبى أن لا يكون أهل الذكر * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * جهة لها من مصداقية الذكر ما جعلها تستحق أن توصف بأنها أهله، هذه العبارة التي لم تستعمل في القرآن إلا هنا على كثرة ورود عبارة الذكر فيه، ويأبى أن يكون الوصف يعني اليهود والنصارى أو أحبارهم مع العلم بصفاتهم التي بينها القرآن الكريم وأكد عليها بما لا يدع لهم أدنى مصداقية تخول إحالة جاهل عليهم ليحصل العلم بأي حقيقة من حقائق الإيمان، مشركا كان