الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٨
الجاهل أو مسلما أو حتى من أتباعهم، وقد علم حقدهم على نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله)، وتحريفهم للكلم عن مواضعه وتزويرهم لكلام الله وكتمانهم للحق، وغشهم للمؤمنين ليصدوهم عن الإسلام، وغشهم للمشركين ليحولوا دون إسلامهم بقولهم عن الجبت والطاغوت * (... هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا...) * بل وغشهم لأتباعهم ليحولوا بينهم وبين الحقيقة بكتمان كلام الله. والعقل السليم يأبى أن تكون الواو في * (... والراسخون في العلم...) * استئنافية لما يترتب عليه من أن الله تعالى قد احتبس بعلم التأويل لديه ولم يجعله متاحا للناس، مما يناقض مبررات الوحي والتنزيل، وتأبى قواعد البيان والتعبير أن يكون معنى وهم راكعون في قوله: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * مجازيا بالخضوع وليس الركوع من الصلاة كما هو ظاهر الكلام إذ يصبح الوصف شاملا لجميع المؤمنين ويصبح المعنى أن جميع المؤمنين أولياء لجميعهم، وتغدو العبارة كالآتي: (يا أيها الذين آمنوا إنما وليكم الذين آمنوا)، مما يصدع النص ويخرجه عن أسلوب اللسان العربي في التعبير والبيان، إذ أن أداء مثل هذا المعنى لو كان هكذا القصد يحتاج إلى تعبير آخر كقوله تعالى:
* (والمؤمنات والمؤمنون بعضهم أولياء بعض) * لذا لا بد من فهم * (راكعون) *، بظاهرها لتبقى جملة * (يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *، تخدم في تمييز جهة من المؤمنين لهم الولاية على جميعهم، فيستقيم بهذا بنية النص وأسلوب بيانه.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»