الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٦
ومما تجدر الإشارة إليه أن نصوص الإمامة في الكتاب قد تعرضت إلى الافتراء لجهة تزوير أسباب النزول أحيانا، ولجهة التأول في المضمون أحيانا أخرى، لإخراجها عن دلالاتها الحقيقية، بهدف عدم معارضة الواقع الذي ساد في ولاية الأمر وانسجاما مع توجهات السلطة المهيمنة على الأمة; ولأن الخطأ إذا أصبح مزمنا وشائعا تملك من النفس، وترسخ في خلفية الذهن والقلب، بحيث إذا وقف المرء أمام أحد النصوص التي تعرضت إلى مثل ذلك الافتئات، انطلق في فمه من تلك الخلفية، فكان يسقطها عليه من حيث لا يدري، لذا فإن الفهم السليم لنصوص الإمامة كغيرها يحتاج إلى البصر الثاقب، والعقل الصافي، والوجدان الشفاف، للتمكن من القفز فوق الخطأ الشائع الذي تملك من نفوس بعض المسلمين، ولعل انسجام المرء مع فطرته السليمة في سلامة الوجدان واستقامة المنطق، يكون معينا كبيرا على رؤية الصواب في هذه النصوص العظيمة. ولعل بعض الشيعة الذين يعيشون أقليات في العالم العربي، وخاصة في بعض بلاد الشام، يصيبهم أحيانا بعض هذا بحكم المناخ العام المسيطر في مجتمعاتهم، وبحكم تلقي التعليم في مناهج مطابقة لتوجهاتها، وبحكم التقصير في التوجيه والإرشاد للشبان، حول كثير من قضايا العقيدة بما فيها نصوص الإمامة في القرآن الكريم.
إخلاص النية لله مدخل الفهم الصحيح:
على أنه لا يمكن التجاهل أن أي نص مهما كان صريحا ومباشرا في دلالته، يكون قابلا للتأول، إذا شاء صاحب الغرض ذلك حين يجده لا
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»