الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٨١
الأمر المباشر من الرسول (صلى الله عليه وآله)، بالتزام العترة ووجوب طاعتهم، والأحاديث المتعلقة بعلي (ع) بما فيها حديث الغدير تحمل من المعنى ما أثبتته تلك الأحاديث للعترة وتشير إلى أنه أولها في هذا الموقع من المرجعية للأمة والولاية العامة عليها ومن وجوب الطاعة له.
هذا ولقد ذكرنا أن لدى الشيعة نصوصا كثيرة عن كثرة من الصحابة وعن أئمة آل محمد (صلى الله عليه وآله) تظهر أن أول الأئمة بعد النبي هو علي (ع) ثم الحسن فالحسين ثم التسعة المعصومون من ذرية الحسين عليهم السلام جميعا، تذكرهم بأسمائهم وخصائصهم المميزة لهم، وآخرهم صاحب العصر ابن الحسن، قائم آل محمد، ومهدي هذه الأمة أرواحنا له الفدى ولآبائه الطاهري، هكذا ليكون المجموع بعد النبي (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر إماما عليهم السلام، فلقد روى بعض محدثي العامة أحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذات المعنى، وتذكر أسماءهم، دون أن تبلغ حد التواتر، بيد أن لدى الجمهور أيضا ما هو متواتر ويشير إلى الأئمة الاثني عشر ويؤكد ما لدى الشيعة في ذلك. وهو حديث الأئمة الاثني عشر المتواتر بالمعنى (الأئمة بعدي اثنا عشر) (1) أو (الخلفاء بعدي اثنا عشر) فهذا الحديث قد أثبتته صحاح الجمهور وصحاح الشيعة قبل أن تكتمل عدة أئمة أهل البيت (ع) بإثني عشر. مما

(1) مسلم ج 6 ص 4 وص 3، البخاري ج 8 ص 105 و 128 وص 127 ينابيع المودة ج 3 ص 104 وجاء هنا في صيغة (كلهم من بني هاشم)، وص 105 وهذا الحديث متواتر في المضمون بأن الأئمة بعد النبي (ص) اثنا عشر وذلك لدى جميع المسلمين.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 187 ... » »»