الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٦
تبشيرية، أخطر ما فيها الجهود الحثيثة الموجهة من قبل بعض الجهات إلى الانحراف بالناشئة عن خط التشيع الصحيح، بغرس مفاهيم مغلوطة في اللا وعي لديهم، بواسطة التكرار المستمر للمغالطات في العقيدة والتاريخ، وبوسائل كثيرة بالغة الأثر من مثل المجلات الموجهة للكبار، وأخرى للأطفال، والإذاعات المتكاثرة ووسائل النشر الثرية التي توزع المؤلفات والأشرطة المسجلة مجانا دون حساب.
ومن الواضح أن مثل هذه الأساليب لا علاقة لها بالبحث العلمي عن الحقيقة، بل هي تدل على أن أصحابها قد تبنوا موقفا بما تحمله من أبعاد تبشيرية، تهدف إلى حرف الأحداث الذين لا اطلاع لديهم ولا قدرة على المناظرة الفكرية، هي وسائل تذكرنا بأساليب الأحزاب العقائدية وبوسائل المؤسسات التبشيرية الكهنوتية التي غزت العالم الإسلامي تحت جلباب الاستعمار الغربي، فاستطاعت أن تخرج شرائح كبرى من المسلمين من حقيقة الإسلام، إلى حيرة عقائدية، أو إلى حالة من الاغتراب الفكري، كما أنها تجعلنا نرتاب بمن ورائها الذين يمدونها بما تحتاجه من أموال طائلة.
أجل، إننا نرى أن الإسلام والمسلمين يتعرضون منذ زمن طويل إلى أشرس هجمة تهدف إلى استئصالهم حضاريا، ولئن كانت هذه الهجمة تطال كل المسلمين، فإنها أكثر استهدافا للشيعة الإمامية بالخاصة، نتيجة لبنيتهم العقائدية التي تجعل، خلافا لحالة سواهم، من العسير السيطرة عليهم من خلال القوى الحاكمة للسلطة السياسية، أو حتى الجهات
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»