الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨٩
يعلوهن بالدرة وهن يبكين فقال (عليه السلام):
مهلا فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
ارحموا عزيز قوم ذل، وغني قوم اقتصر فسكن غضب عمر فقال له علي (عليه السلام):
إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السوقة فقال عمر كيف الطريق إلى العمل معهن فقال: يقومن الخ ما ذكره أعلاه. كما جاء في تاريخ ابن خلكان وقد ذكره علماء الإمامية.
ترى أن القضية تختلف عما مضى وهي موضوعة اجتماعية وأخلاقية وسياسية مهمة ترى كيف يضع معالجتها علي ويعجز عمر وجميع الصحابة من ذلك وترى أن عليا ليس قاضيا فحسب بل هو ملهم ذاتيا وهاديا ملكوتيا ما عرفت قدره الأمة فخسروا إمامته بعد رسول الله وحقا كما قال عنه رسول الله إن اتبعوه يجدوه هاديا مهديا يهديهم إلى الجنة وإلى المحجة البيضاء والصراط المستقيم وحقا أنه أخو رسول الله ووصيه بل نفسه وإن الذين خالفوه ضلوا وأضلوا الأمة وقادوها إلى الطريق الغير المستقيم وجروا عليها الخسران والشقاق والنفاق والخذلان.
آداب المخاصمة في القضاء عن عبد الله بن عباس قال: استعدى رجل على علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى عمر بن الخطاب وكان علي جالسا في مجلس عمر (رض) فالتفت عمر إلى علي فقال يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك فقام علي فجلس مع خصمه فتناظروا وانصرف الرجل ورجع علي (عليه السلام) إلى مجلسه فجلس فيه فتبين عمر التغير في وجهه فقال يا أبا الحسن ما لي أراك متغيرا أكرهت ما كان؟ قال: نعم ولم؟ قال لأنك كنيتني بحضرة
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»